Welcome to almotanabibookshop

عكا والملوك (رواية)

Author احمد رفيق عوض | Publisher منشورات بيت المقدس

Pages 292

Book Chapters 1



"إن ما وصل ريشار إلى تل العياضية، حتى اصطف العسكر صفوفاً صفوفاً، ووضعوا الأسرى أمامهم، ثم تحدث راهب ما، فانطلق جنودهم إلى الأسرى، كل جندي استفرد بأسير، اشتدت ضربات الطبول، واشتد نعير الأبواق، وبإشارة واحدة من الملك ريشار، هوت السيوف على رقاب الأسرى، دفعة واحدة طارت ثلاثة آلاف رأس من على أكتافها إلى الأرض، دفعة واحدة، هوت الأجساد إلى التراب، ترتجف عظيماً، صارت الأجساد التي بلا رؤوس تنتفض وتتفلت وتتقلص وكأنها تتشبث بآخر خيط من هواء عكا. الدم الذي كان يشخب من الرقاب، غطى التراب، كان كثيفاً وقانياً له لمعان، وفاحت في الجو رائحة تبعث على الدوار. الملك ريشار، ملك الإنكتار، رفع يده فتوقفت الطبول والأبواق، نظر حوليه، رأى الجند والأعلام والخيول والتلال ومدينة عكا يحضنها البحر. نظر إلى الدماء التي غطت تل العياضية، شد هواء عكا إلى صدره وقال: الآن أستطيع القول إننا انتصرنا". مرة أخرى يؤكد أحمد رفيق عوض، مرة أخرى، أنه الروائي بامتياز في المشهد الروائي الفلسطيني، فهو لا يعيد كتابة التاريخ أو تركيبة، على قاعدة الانتقاء أو النفي، بل يقدم كيفية حداثية يعجن فيها التاريخ ليقدم لنا خبز الحكمة المقطرة على متن السرد العالي المبطن بثقافة عريضة عالية. ولعل الروائي هنا ينفرد بخاصتين، الأولى أنه يؤصل لرواية تاريخية تنتمي لترابها وروحها، دون أن تدافع، أليا، عن المهابط، بقدر ما تؤجج بؤر الاشتعال من جديد، لطرد الظلمة الممتدة من حرب الفرنجة الظالمة، إلى احتلال جديد أكثر ظلماً. أما الخاصية الثانية فإن الروائي هنا لم يسقط بشكل مأجور أو ساذج في دعوات التغريب والاستلاب أو في المقولات الجاهزة المريبة التي تنظر إلينا بازدراء. وعليه يحق لنا أن تغبط أنفسنا وشعبنا العربي، على وجود هذا الروائي الذي يجترح، رغم كل عوامل الموت والحصار والاحتلال، مثل هذه الرواية، التي تستحق أن نقول عنها: إنها رواية بالفعل! المتوكل طه

Price

40.25 RS


Qty
1