الان خصم 20% على كتاب شرح ديوان المتنبي على كود MBMO

https://www.almotanabibookshop.com/ar/book.php?id=585

ربيع لا ينبت ازهارا ( رواية )

المؤلف احمد الفضلي | الناشر بلاتينيوم بوك للنشر والتوزيع

سنة النشر 2013

عدد الصفحات 168

الترقيم الدولي 9789996648014

عدد الأجزاء 1

رقم الطبعة 2



"طرقات ناعمة في منتصف الليل تنهمر على الباب بشكل زرع الرعب في قلب أم صالح التي تسكن مع طفلها الوحيد، سيطر الفزع على جسدها الهرم من قسوة قدرها الذي قررت مواجهته بكبرياء الرجال وصبر النساء، فزادت سرعة إرتعاش أطرافها، أم صالح في نهاية العقد الثالث من عمرها، لم يرحمها الزمن فاستخدم سلطته عليها بقسوة، إلا أنها قابلت هذه القسوة يصبر لا يملكه إلا أقوياء الإيمان، التقت بزوجها بالطريقة التقليدية عن طريق زواج الأقارب، فهي صاحبة الجمال المتدفق والطول الممشوق ولم تردّ لهذا الزواج أن يتم إلا بالطريقة التي تريدها فهي مميزة وتستحق التميز. فبعد سنوات من الأباء والرفض لهذا الزواج إلا أنها رضخت بعدما عرفت أن أهلها لن يتركوها تصل لهذا التميز إلاوهي ميتة، كما واجهها أبوها بخطورة إنقراض نسل عائلتهم، نتيجة ما تشهده مدينتهم من حرب وإنتقام وثأر فكان لنصيب عائلتهم الكثير من السلطة والكثير من العزوة، إلا أنهم تلاشوا يوماً بعد يوم حتى لم يبق منهم إلا بعض العجائز والقليل من الشباب فغابت سلطتهم بغياب عزوتهم، ولم يكن خوفها من كابوس العنوسة هو السبب. كانت الأنظار تتجه بها كونها ستتزوج من الرجل الذي يهابه كبار رجال المدينة، فقد كان شجاعاً ولا يهاب أي شيء... أزال كل العوائق أمامه ليحقق أهدافه فكانت الغاية دائماً بالنسبة له هي من تبرر الوسيلة، تحاملت على نفسها وهرعت تنادي صالح الذي كان يعبث كعادته في مثل هذا الوقت المتأخر ببعض الخردوات التي جمعها من الشارع وطلبت منه أن يذهب إلى عزفته ويغلق الباب على نفسه إلى أن تناديه مرة أخرى، على عكس ما كان يتوقع بأن تطلب منه أن يفتح الباب!!. لم يكن المنزل الذي كان يقطن فيه صالح لائقاً لأن يعيش به أي إنسان، فالجدران ملطخة بالطين الذي تسدّ به الحفر التي كانت مستقراً للحشرات، والسقف مهترئ مما جعلهم يكرهون وقت سقوط المطر... رغم ذلك فهو واحة الأمان بالنسبة لهم... كان صالح يرى الخوف في عينيّ أمه الحزينة، فقد كانت كثيرة البكاء في الفترة الأخيرة، حيث كانت تتجنبه لتبكي بحرقة، تنتقي أبعد الزوايا في بيتها الصغير لئتن بصمت شديد، كان يريد أن يمسح هذه الدموع التي تسقط كابر سامة في قلبه الصغير ويرغب في رسم الإبتسامة على ثغرها. هذا كل رغم صغر سنه، فهو لم يتجاوز السنوات العشر؛ إلا أن الساعات الكثيرة التي قضاها في الشوارع علمه الكثير، ذهب وهو ينظر إلى أمه وكأنه يقول لها "أنا رجل البيت في غياب والدي وأنا من يفترض به الخروج لفتح الباب يا أمي"، إلا أن شيئاً ما منعه من الحديث فاتجه إلى غرفته يصمت... في أجواء مشحونة بالتوتر وبمزيد من الأجرام، وبمجتمع مفتوح على عادات ثأر وتقتيل وسرقة وتنكب للأخلاق ينشأ صالح بعد لاقى والده حتفه من قبل السفاح... ذلك الرجل الذي أضحى معلماً من معالم تلك القرية الموحشة... تحاول والدته إبعاده عن تلك القرية... ترحل معه... وفي ذاكرتها عبء صور لزوج تم الغدر به... تحاول تنشئة ابنها نشأة قوية؛ إلا أن محاولاتها بادت بالفشل، حيث أضحى سارقاً محترفاً، ومجرماً إذا لزم الأمر وعضو من أعضاء عصابة السفاح... في محاولة للثأر لأبيه، ولكن لم يفلح. وتشاء الظروف أن تسوق ذاك العجوز الورع الذي زرع في نفسه الفضيلة... ويصمو ليجد نفسه يشمئز من فعلاته الشائنة... فأخذ قراراً بالتوبة "دعاء صالح إلى منطقة السلام ولم يجد صباح تنتظر، ولا حتى الرجل العجوز، استوطن الحب قلب صالح... عازماً على أنّ ربيعة سينبت أزهاراً.

السعر

57.5 ر.س.


الكمية
1