يمكنكم الان الطلب عبر الموقع الالكتروني والاستلام من الفرع الرئيسي في شارع المستشفى المركزي حي البادية فقط 

رقم التواصل عبر الواتساب 0553708298

شرقيون في جنوب الجزيرة

المؤلف علي الشدوي | الناشر طوى للثقافة والنشر والاعلام

سنة النشر 2013

عدد الصفحات 173

عدد الأجزاء 1

رقم الطبعة 1



"ورث حسن أبو ظاهر أسلافه الشرقيين الذين أنشأوا مؤسسات أمنية وأخلاقية في مدن الجنوب وقراه، تلك المدن والقرى التي تعرضت لهجوم وحشي، بقي مما فعلوه مشهد موصوف في رسالة أرسلها جندي شرقي إلى أهله. كتب في رسالته: "فعاينه إمامنا المنتصر بالحق الذي وحض الباطل وقد جمع حوله كبار الإخوان السعداء، وأعيان غامد وزهران، والعرفاء وشيوخ بني عمر الأمناء، وقد نظروا إليه بلا رحمة، وهو منتوف اللحية، مطلي الوجه بجمّ أسود، ولم يرقوا لحاله، ثم أُركب على حمار أعرج، حاسر الرأس، والناس يصفعونه على تفاه جرّاء تمرده، وجرّاء غضب الله تعالى تنّزل عليه، ثم صُفِّدَ يده ورجله وعنقه، واقتيد كالكلب إلى حيث يسجن". لماذا يثور الناس ضد الطغيان؟... الأسباب عديدة، ولكن السبب الحقيقي هو أن "الطغيان يستنفد أغراضه"، لذلك فاللطغيان إيجابية واحدة هو أنه ينظم الناس، ويعلمهم الطاعة، لم يكن أبو ظاهر يعرف أن الطغيان يدمج الأفراد عن طريق حرمانهم، وأنه في مرحلة ما لا يعود الطغيان ضرورة تاريخية، ولا بد من أن يتلوه القانون أي الديموقراطية، لذلك لثور الناس... إن مؤرخاً من الجنوب لا يجرؤ على أن يؤرخ ما حدث في الجنوب، يكفي أن أذكر هنا أن الشرقيين أمروا أن يهدم الجنوبيون بيوتهم بأيديهم، وأن يبيعوا خشبها في السوق، وأن يتبرعوا به للمجاهدين، يصرخون في الأهالي لكي يستعجلوا لهدم، نقلوا العوارض والزُّفر وخشب البناء، وصودرت حيواناتهم، أما الذين يرفضون فيُضربون ويزج بهم إلى السجن ثم ينسون هناك... بدأ تدرجٌ من أولئك الأسلاف، وقد سمح الزمن لأبي ظاهر أن يرث ويطور هيمنة الشرقيين بروح المنتصر، وأن يزيد من طمس هوية الجنوبيين، وإذا ما عرفت الثقافة بالتصرفات الحركة والذهنية التي تنشأ من إلتقاء الإنسان بنظيره الإنسان، فلا بد من أن تكون العنصرية عنصراً ثقافي، حينئذ يمكن أن أتحدث عن ثقافة عنصرية كثقافة الشرق، وأخرى تجهلها كثقافة الجنوب...". إنها حكاية جلال الإنسان الجنوبي الفقير ضد حقارة الإنسان الشرقي الغني... التي عاشها أهل الجنوب تحت سلطة الشرقيين، وإلى آخر الحكاية يتبدل المشهد... وتتبدل قرى الجنوب ومدنه، يتبدل أهلها بسبب تلك الحركات والإيقاعات الطربية التي إنسابت مع غناء أحمد بن ليلى الشخصية المحورية الذي كان قدره أن يكون من أهل الجنوب... غنى أحمد بن ليلى حزنه وقهره، في ذلك المقهى الذي يجتمع فيه الجنوبيون الآتون من القرى... غنى أحمد بن ليلى، وغنى معه هؤلاء مستخدمين الكراسي والساحات بدلاً من الزير، استنفدوا كل عاطفة رعب الموقف، لتعيش عواطفهم ودورة كاملة للرعب والخوف والأمان والإطمئنان... تبدلت قرى الجنوب ومدته...تبدل أهلها بسبب تلك الحركات الإيقاعات التطريبية، وتحول ومع الرجال وبؤسهم إلى طاقة، وشاعت بينهم، هناك في القرى والمدن، وبين هؤلاء الموجودين في الشوارع لغةً إيقاعية لها قدرة على الإقناع أقوى من قدرة الشعور والإرادة.

السعر

33.35 ر.س.


الكمية
1

كتب أخرى للمؤلف